
العلاقات الأمريكية الأوروبية بعد 11 سبتمبر 2001
2015
by هويدا شوقى أبو العلا أحمد |
![]() |
---|
يرى المحللون السياسيون أن الارتباط الأمني الوثيق ما بين ضفتي الأطلنطي : الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا هو من قبيل الحقائق الدامغة التي لا مجال للجدال بشأنها ، من هنا كان قرار الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ولسن بالخروج على تقاليد العزلة لخوض غمار الحرب العالمية الأولى (1914) تعضيداً للحلفاء الأوروبيين ، تلك الحرب التي مثلت نقطة فارقة في القواعد الحاكمة لآليات الأمن الأوروبي ، إذ بعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها انتقل زمام الأمن الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن عدم انضمامها إلى عصبة الأمم (1919) عقب رفض الكونجرس الأمريكي لاتفاقية فرساى وإيثارها لإستراتيجية العزلة من جديد أجل إلى حين زعامتها الفعلية لترتيبات الأمن الأوروبي إلى ما بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939) ، إذ منذ ذلك الحين ارتبط الأمن الأوروبي بالأمن الأمريكي بوشائج يصعب فصمها أو تحجيمها 0وبانهيار الاتحاد السوفيتي (1991) وتفكك حلف وارسو طرحت تساؤلات عدة حول جدوى استمرارية حلف شمال الأطلنطي بعد زوال الخصم وإن تكن المحصلة النهائية للجدل المثار بهذا الصدد قد حسمت لصالح بقاء الحلف مؤدياً لوظائفه الأمنية والدفاعية ، وإن تطلب الأمر إدخال ثمة تعديلات على آليات تلك الوظائف وعقيدته العسكرية وهيكل القوة فيه لتلاءم البيئة الأمنية الجديدة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة وهو ما اقتضى كذلك إجراء تعديلات على شروط عضوية الحلف ورغم تلك القضايا الخلافية الثائرة إبان حقبة الحرب الباردة ظلت علاقة التحالف وثيقة ما بين واشنطن وعواصم الدول الحلفاء على قاعدة توازن وتبادل المصالح حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي مثلت فرصة ذهبية للولايات المتحدة الأمريكية لفرض رؤيتها في تشكيل واقع العلاقات الدولية من خلال إعادة رسم خريطة توزيع محاور القوة على المسرح الدولي ، وذلك تكريساً لهيمنة القطب الأمريكي الأوحـد على هذا المسرح وفق رؤية إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بما حوته من رموز المحافظين الجدد الساعين إلى تفرد الولايات المتحدة بمقاليد الهيمنة والنفوذ العالميين على نحو طرح أسئلة محددة مفادها: هل تقبل الحلفاء الغربيون السطوة الأمريكية المتفردة ؟ وهل تطابقت مصالح الطرفين في إطار عالم القطب الأوحد ؟ أليس ثمة تباين – بل أحياناً تعارض – في تلك المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية لطرفي التحالف الأطلنطي ؟
يرى المحللون السياسيون أن الارتباط الأمني الوثيق ما بين ضفتي الأطلنطي : الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا هو من قبيل الحقائق الدامغة التي لا مجال للجدال بشأنها ، من هنا كان قرار الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ولسن بالخروج على تقاليد العزلة لخوض غمار الحرب العالمية الأولى (1914) تعضيداً للحلفاء الأوروبيين ، تلك الحرب التي مثلت نقطة فارقة في القواعد الحاكمة لآليات الأمن الأوروبي ، إذ بعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها انتقل زمام الأمن الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن عدم انضمامها إلى عصبة الأمم (1919) عقب رفض الكونجرس الأمريكي لاتفاقية فرساى وإيثارها لإستراتيجية العزلة من جديد أجل إلى حين زعامتها الفعلية لترتيبات الأمن الأوروبي إلى ما بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939) ، إذ منذ ذلك الحين ارتبط الأمن الأوروبي بالأمن الأمريكي بوشائج يصعب فصمها أو تحجيمها 0وبانهيار الاتحاد السوفيتي (1991) وتفكك حلف وارسو طرحت تساؤلات عدة حول جدوى استمرارية حلف شمال الأطلنطي بعد زوال الخصم وإن تكن المحصلة النهائية للجدل المثار بهذا الصدد قد حسمت لصالح بقاء الحلف مؤدياً لوظائفه الأمنية والدفاعية ، وإن تطلب الأمر إدخال ثمة تعديلات على آليات تلك الوظائف وعقيدته العسكرية وهيكل القوة فيه لتلاءم البيئة الأمنية الجديدة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة وهو ما اقتضى كذلك إجراء تعديلات على شروط عضوية الحلف ورغم تلك القضايا الخلافية الثائرة إبان حقبة الحرب الباردة ظلت علاقة التحالف وثيقة ما بين واشنطن وعواصم الدول الحلفاء على قاعدة توازن وتبادل المصالح حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي مثلت فرصة ذهبية للولايات المتحدة الأمريكية لفرض رؤيتها في تشكيل واقع العلاقات الدولية من خلال إعادة رسم خريطة توزيع محاور القوة على المسرح الدولي ، وذلك تكريساً لهيمنة القطب الأمريكي الأوحـد على هذا المسرح وفق رؤية إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بما حوته من رموز المحافظين الجدد الساعين إلى تفرد الولايات المتحدة بمقاليد الهيمنة والنفوذ العالميين على نحو طرح أسئلة محددة مفادها: هل تقبل الحلفاء الغربيون السطوة الأمريكية المتفردة ؟ وهل تطابقت مصالح الطرفين في إطار عالم القطب الأوحد ؟ أليس ثمة تباين – بل أحياناً تعارض – في تلك المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية لطرفي التحالف الأطلنطي ؟
Authors | هويدا شوقى أبو العلا أحمد |
---|---|
Language | Arabic |
Year Published | 2015 |
Publisher | al-Maktab al-ʻArabī lil-Maʻārif |
Number of Pages | 452 |
ISBN | 9789772767571 |
Main Topic | Political Science |
Print Size (in mm) | 170x240 |
Weight (in Kg) | 0.766 |
Available Book Formats | Print Format |